حوار مع النخبة Can Be Fun For Anyone
لعل أبرز مظاهر الفشل في أداء هذه النخبة من مثقفين وأكاديميين ومنتسبي أحزاب وقيادات مجتمع هو عدم الإتفاق علي توصيف ما يجري في البلاد اليوم نتيجة الإختلاف العميق في صياغة مفهوم موحد للأمن القومي وقضاياه الجوهرية ، وفي ظل هذا التحدي الوجودي للسودان تتمترس النخبة حول إنقساماتها العدمية مقدمة مصالحها الذاتية علي أولوية المحافظة علي وحدة البلاد ، وعلي رأس المواقف المحيرة يقف تحالف الحرية والتغيير – تقدم – المدعوم غرييا وإقليميًا متعصبا لرؤية علمانية إقصائية مراهنا علي الخارج ومتكئا ( حديثا ) علي بندقية خصمه التاريخي الدعم السريع من أجل العودة لكراسي السلطة ، وفي إستماتته العمياء تلك لا يري هذا التحالف ما يتعرض له الشعب السوداني من إبادة جماعية وتهجير قسري ونهب منظم من قبل حليفه الجديد مليشيا الدعم السريع التي يعتمد عليها لتنفيذ رؤيته الإقصائية والإنتقامية …
إذ يُعدُّ هذا النمط من أكثرهم تحمساً للثورة ومشاركةَ فيها.
انهيار المنظومة التعليمية، حيث لم تتخرج دفعة واحدة في الجامعات طوال سنوات حكمهم.
يدفعهم إلى ذلك حَماس كبير وإيمان مطلق بأهداف الثورة، وقدرتها على إحداث التحولات الكبرى المرجوة.
ولم تمضِ إلا خمسُ سنوات بعده حتى كانت "ثورة ديسمبر/كانون الأول" التي لعب الإعلام الإلكتروني فيها دورًا حاسمًا.
ولا مبالغة في القول بأن المثقفين العرب، دعاة الحرية والثورة والوحدة والتقدم والاشتراكية والعلمانية، كانوا قليلي الجدوى في مجريات الأحداث والأفكار، فتاريخ تعاملهم مع قضاياهم ومع الواقع، يشهد على فشلهم وهامشيتهم.
محمد سليم العوا: بيفيض من غير توقع. يعني لو كنا متوقعين كنا نقدر نحضر له الأمن المركزي وبتاع إنما هو بيفيض من غير توقع وهو ده الخطر اللي أنا خايف منه في مصر.
ولن يتمكن المثقف من أداء هذا الدور إلا بالخروج من الأيديولوجيا والعماء الأيديولوجي، وممارسة النقد على أدواته نفسها ومناهجه، والعمل على تأصيل هذه المناهج بدل الاستمرار في تصيدها من خارج بيئته التي يسعى إلى التأثير فيها.
أحمد منصور (مقاطعا): طيب الناس المحامين ليه ما بيرفعوش قضايا خيانة على الناس دول؟
هذه النخبة بحاجة عاجلة لصياغة مشروع وطني لإيقاف الحرب على قاعدة الحوار السوداني-السوداني، ومنع التدخل الأجنبي في الشأن الوطني، والانتباه للاستهداف المنظم الذي يعمل على بثّ اليأس ونشر الكراهية وسط الأجيال الجديدة، وليحدث ذلك فعليهم التخلي عن التمحور حول الانتماءات الصغيرة لصالح الانتماء للوطن الكبير؛ لأن الأحداث الجسام تتطلب قادة حكماء.
ولذلك لديهم تحفظات كثيرة على أسلوب تعرّف على المزيد عمل الثوار وطريقة إدارتهم للثورة، كما يذهبون إلى أن على الثورة اتباع طريق الإصلاح السلمية واتباع طرق متدرجة في المعارضة، حتى لو كان الطريق طويلاً ومتعرجاً، وحتى ولو لم يلقَ نهج الاصلاح أي تجاوب من النظام الحاكم. ويشكل النموذج التقليدي غالبية أعضاء هذه الفئة.
في "حوار مع النخبة" على منصة نور الإمارات، ندرك أن كل شخصية نخبوية لديها قصة فريدة تستحق أن تُروى بأسلوب يليق بمكانتها.
"الحالة الأولى: هي حالة الولاء والاحتواء والمصادرة، أي الحالة التي يكون فيها المثقف موظفا رسميا يفوض السلطة حق تسخير إمكاناته الذهنية كلها لخدمة ايديولوجيتها العاملة، لقاء المحافظة على دوام هباتها وامتيازاتها الجزيلة له.
لذلك تعتبر سلطتها واسعة قياسًا على غيرها من النُّخب، باعتبارها تتحكم بمجتمع بأكمله وتحدد مساراته، أما باقي النخب فتمارس سلطتها ضمن حيز أنشطتها المحدد لها